النسخة الاصلية من كتاب 100 معجزة من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم



مائة معجزة من معجزات النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم

                                                          بسم الله الرحمن الرحيم

لقد جاء الكثير من الأنبياء من عند الله ليبشروا المؤمنين و لينذروا العصاة الكافرين .. و منهم من أيده الله بمعجزات عظيمة تصديقا  لنبوته كنبي الله موسى عليه السلام فأعطاه الله آية العصا التي تحولت ثعبانا فهزم بها سحرة فرعون و حولت البحر يبسا فنجى الله بها بني اسرائيل بل و أحيا الله لموسى السبعين رجلا الذين قالوا أرنا الله جهرا فأخذتهم الرجفة .. و منهم نبي الله الياس (ايليا) عليه السلام الذي كان يمشي على الماء بعد أن يضرب بردائه الماء و احياءه موتى و رفعه الله إلى السماء لينقذه من مؤامرة القتل بعد أن قتل أنبياء البعل .. و كذلك النبي اليسع (اليشع) الذي أحيا موتى و بارك الطعام و شفى مرضى .. و نبي الله حزقيال الذي أحيا الله له ثلاثين ألفا من الموتى لتكون آية عظيمة أمام بني اسرائيل ..  وكذلك أعطى الله المسيح بن مريم عليه السلام معجزات أحيا بها ثلاثة من الموتى و شفى مرضى و أخرج شياطين .. و كذلك النبي المصطفى سيد المرسلين و خاتم النبيين أيده الله بالمعجزات البينات الواضحات الصريحات .. و على الوجه الآخر نجد من هؤلاء الأنبياء من لم تذكر الكتب أنه أتى بمعجزة واحدة كيحيى بن زكريا عليه السلام ومع ذلك فهو نبي كريم من الأنبياء المقربين .. إلا أنه في وقتنا هذا اجتمعت كل قوى الشرك على الإسلام و نبي الإسلام ليطفئوا نور الله بأفواههم .. فأصبحنا نرى الكثير من دجالي الأديان .. يفترون الكذب على النبي صلى الله عليه و سلم سيد المرسلين و خاتم المرسلين ليشككوا في نبوته .. ومن هذه الأباطيل التي أصبحت تطفو على سطح تلكم الحرب الدنيئة .. القول بأن النبي لم تكن له معجزات كباقي الأنبياء .. و تناسى هؤلاء أنه لو لم يأتي النبي الأمي إلا بالقرآن الكريم وحده لكفاه .. و إلى منتفعي الدين هؤلاء أقول "أنى للذباب أن يناطح السحاب" .. فها هي أمامكم بعض معجزات النبي المصطفى تتحداكم و تثبت بهتانكم و تكشف عوار كذبكم .. و لتثبت قلوب المؤمنين.

المعجزات

                                                            
1- القرآن الكريم : هو كلام الله المعجز نزل بلسان عربي مبين أعجز العرب بحسن ألفاظه وجميل معانيه تحدى الله به العرب وقد كانوا أصحاب فصاحة وبلاغة وبيان .. هو الكتاب الذي أفحم الشعراء وأسكت الخطباء وأعجز الفصحاء وأعجب العلماء وأذهل الحكماء .. هو المعجزة المستمرة إلى يوم القيامة لكل الأجيال والأزمان .. ما إن سمعه الوليد بن المغيرة من النبي صلى الله عليه و سلم حتى قال: "سمعت منه كلامًا ليس من كلام الجن ولا من كلام الإنس والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يُعلى عليه" فيه إخبار بالمغيبات فلا يمر عصر من العصور إلا ويظهر فيه شيء مما أخبر وهو معجزة اختص الله بها نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم دون بقية الأنبياء عليهم السلام الذين كانت معجزاتهم تنتهي بموتهم وفيه الكثير الكثير من المعجزات فكل آية منه معجزه .. و هو منطوٍ على وجوه من الإعجاز كثيرة وتحصيلها من جهة ضبط أنواعها في خمسة:
الوجه الأول: إعجاز كلمه وفصاحته ووجوه إيجازه وبلاغته الخارقة لعادة العرب وذلك أنهم كانوا أرباب هذا الشأن وفرسان الكلام قد خصوا من البلاغة أو الحكم بما لم يخص به غيرهم من الأمم وأوتوا من فصاحة اللسان ما لم يؤت إنسان ومن فصل الخطاب ما يقيد الألباب .. جعل الله لهم ذلك طبعًا وخلقة فما راعهم إلا رسول كريم بكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد أحكمت آياته وفصلت كلماته وبهرت بلاغته العقول وظهرت فصاحته على كل مقول وتضافر إيجازه وإعجازه وتظاهرت حقيقته ومجازه وتبارت في الحسن مطالعه ومقاطعه وحوت كل البيان جوامعه وبدائعه واعتدل مع إيجازه حسن نظمه وانطبق على كثرة فوائده مختار لفظه  صارخًا بهم في كل حين بضعة وعشرين عامًا على رؤوس الملأ أجمعين: "أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" يونس: 38 "وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين" البقرة: 23 "قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا" الإسراء: 88 "أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين" هود: 13.
الوجه الثاني: من إعجاز القرآن صورة نظمه العجيب والأسلوب الغريب المخالف لأساليب كلام العرب ومناهج نظمها ونثرها الذي جاء عليه ووقفت عليه مقاطع آية وانتهت فواصل كلماته إليه ولم يوجد قبله ولا بعده نظير له ولا استطاع أحد مماثلة شئ منه بل حارت فيه عقولهم.
الوجه الثالث: من الإعجاز ما انطوى عليه من الإخبار بالمغيبات وما لم يكن ولم يقع فوقع فوجد كما ورد وعلى الوجه الذي أخبر كقوله تعالي: "لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين" الفتح: 27 وقوله عن الروم :"وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين" الروم: 3 - 4 وقوله: "ليظهره على الدين كله" الصف: 9 وقوله: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا" النور: 55 وقوله: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً" النصر: 1- 2 فكان جميع هذا كما أخبر فغلبت الروم فارس ودخل الناس في الدين أفواجاً واتسع ملك المسلمين حتى كان لهم في وقت من أقصى بلاد الأندلس غرباً إلي أقاصي الهند شرقاً ومن بلاد الأناضول تركيا شمالاً إلي أقاصي السودان جنوباً.
الوجه الرابع: ظهوره على لسان أمي لم يعرف القراءة ولا الكتابة و ما أنبأ به من أخبار القرون السالفة والأمم البائدة والشرائع الدائرة مما كان لا يعلم منه القصة الواحدة إلا الفذ من أحبار أهل الكتاب الذي قطع عمره في تعلم ذلك فيورده عليه الصلاة والسلام على وجهه ويأتي به على نصه فيقر العالم بذلك بصحته وصدقه وإن مثله لم ينله بتعليم وقد علموا أنه صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا اشتغل بمدارسة ولا مجالسة لم يغب عنهم ولا جهل حاله أحد منهم وكثيراً ما كان يسأله كثير من أهل الكتاب عن هذا فينزل عليه من القرآن ما يتلو عليهم منه ذكراً كقصص الأنبياء وبدء الخلق  وما في الكتب السابقة مما صدقه فيه العلماء بها ولم يقدروا على تكذيب ما ذكر منها ولم يؤثر أن واحداً منهم أظهر خلاف قوله من كتبه ولا أبدى صحيحاً ولا سقيماً من صحفه بعد أن قرعهم ووبخهم بقوله: "قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين" آل عمران: 93.
الوجه الخامس: أسرار علمية لم تهتدي العقول إليها بعد عصر القرآن إلا بأحدث الأجهزة الالكترونية و إليكم بعض الأمثلة القليلة:

 هل تذكرون نظرية الانفجار العظيم الذي فاز صاحبها بجائزة نوبل .. إن القرآن قد أخبر عنها منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان .. وذلك في قول الله تعالى "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"

-
  إن القرآن يقول منذ أربعة عشر قرنا من الزمان أن السماوات والأرض مخلوقتين .. وليستا ازلتين .. وهذا ما أكدته نظرية الانفجار العظيم .. ونسبة الهيليوم إلى الهيدروجين الموجودة على الأرض .. وفي هذا يقول القرآن "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير" .. "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ"

 إن القرآن يقول "وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" وهذا مااثبتته نظرية الانفجار العظيم حين قالوا إن الكون في حالة تمدد دائم مثل البالون .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟

 إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول إن الشمس تجري و تتحرك "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيم"ِ ولقد اثبت العلم الحديث أن الشمس تجري بسرعة مقدارها 17280000 في اليوم .. والمدار الذي يدور فيه القمر كأنه ورق النخيل القديم "العرجون القديم" .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟

 إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول إن كمية الماء الموجودة على الأرض .. هي  .. هي نفس الكمية الموجودة منذ خلق الله السماوات والأرض وأن طبقات الجو العليا تحفظ الأرض من خطر الأشعة الكونية الخارجية الضارة .. فيقول "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْع"ِ وهذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟

 إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول إن الأرض بها شق يساعد على ابتعاد اليابسة بعضها عن بعض كل عام فيقول "وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ" وهذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟

 إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول إن الحديد قد أنزله الله من الفضاء بعد استواء طبقات الأرض فيقول "وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ" وهذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟

 إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول باختلاف بصمات الانسان وأنها خاصة بكل شخص فيقول "أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ. بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ" وهذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟

 إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول عن مراحل تكوين الجنين بدقة "ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُون" هذا ما قال به كيث مور عالم الأجنة و هذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟

 إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول عن مراحل خلق الانسان في بطن أمه عبر جدار البطن وجدار الرحم والغشاء الأمنيوتي فيقول"يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ" وهذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟

 إن القرآن منذ أربعة عشر قرنا من الزمان يقول إن جنس الجنين يتحدد بنوعية الحيوان المنوي الآتي من الذكر"وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى. مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى"  و هذا ما أثبته العلم الحديث .. هل كان النبي محمد يعلم ذلك من تلقاء نفسه؟
هل تعلمون أن في هذا الكون العظيم 200 بليون مجرة في كل مجرة 200 بليون نجم وكوكب .. والأرض كوكب من هذه الكواكب التي في المجرات  لقد أخبرنا القرآن عن ذلك منذ أربعة عشر قرنا من الزمان حيث يقول "و السماء ذات البروج
و من وجوه إعجاز القرآن كونه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا مع تكفل الله تعالي- بحفظة فقال: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" الحجر:9 وقال: "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه" فصلت: 42 وسائر معجزات الأنبياء لم يبق إلا خبرها والقرآن إلى وقتنا هذا حجة قاهرة ومعارضته ممتنعة.  و صدق القائل عنه: "إن الله أنزل هذا القرآن آمراً وزاجرا وسنة خالية ومثلاً مضروباً فيه نبؤكم وخبر من كان قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم لا يخلقه طول الرد ولا تنقضي عجائبه. هو الحق ليس بالهزل. من قال به صدق  ومن حكم به عدل ومن خاصم به فلح ومن قسم به أقسط ومن عمل به أجر ومن تمسك به هدى إلي صراط مستقيم ومن طلب الهدى من غيره أضله الله ومن حكم بغيره قصمه الله. هو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم وحبل الله المتين والشفاء النافع. عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه ولا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب".
2- سأل كفار مكة الرسول صلى الله عليه و سلم  أن يريهم آية فدعا ربه فأراهم القمر ينشق إلى شقين فقالت قريش هذا سحر ثم قالوا انظروا ما يأتيكم من أهل الأسفار فإن محمداً لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم فجاء أهل الأسفار بخبر انشقاق القمر ومع عظم هذه المعجزة فإن أهل مكة المعاندين لم يصدقوا ولم يذعنوا بل استمروا على كفرهم وإعراضهم فقال أبو جهل هذا سحر مستمر دائم و قال آخرون سحرنا محمد فقال بعضهم لئن كان سحرنا ما يستطيع أن يسحر الناس كلهم فقال عز وجل "اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ. وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرّعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن أهل مكة سألوا الرسول صلى الله عليه و سلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما. رواه البخاري ومسلم
3- لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه يوم الهجرة أن يبيت في مضجعه تلك الليلة واجتمع أولئك النفر من قريش يتطلعون من صير الباب ويرصدونه ويريدون بياته ويأتمرون أيهم يكون أشقاها  فخرج الرسول صلى الله عليه و سلم عليهم فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رءوسهم وهم لا يرونه وهو يتلو "وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ".  ومضى الرسول صلى الله عليه و سلم إلى بيت أبي بكر فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلاً وجاء رجل ورأى القوم ببابه فقال: ما تنتظرون؟
قالوا: محمدًا
قال: خبتم وخسرتم قال: والله مر بكم وذرّ على رءوسكم التراب
قالوا: والله ما أبصرناه
وقاموا ينفضون التراب عن رءوسهم وهم: 
أبو جهل و الحكم بن العاص و عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث و أمية بن خلف و زمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي و أبو لهب و أبي بن خلف و نبيه و منبه ابنا الحجاج. أخرجه أحمد

4عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً دخل المسجد يوم جمعة والرسول صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبل الرسول صلى الله عليه و سلم قائمًا ثم قال: يا رسول الله هلكت الأموال (المراد المواشي خصوصًا الإبل وهلاكها من قلة الأقوات بسبب عدم المطر والنبات) وانقطعت السبل (أي انقطعت الطرق فلم تسلكها الإبل إما لخوف الهلاك أو الضعف بسبب قلة الكلأ أو عدمه) فادع الله يغثنا قال: فرفع الرسول صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال: اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا
قال أنس: و لا و الله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة (القطعة من الغيم) وما بيننا وبين سلع (جبل قرب المدينة) من بيت ولا دار قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس (هو ما يتقي به السيف ووجه الشبه الاستدارة والكثافة لا القدر) فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال: فلا و الله ما رأينا الشمس سبتًا (أسبوعا)
قال: ثم دخل الرجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة والرسول صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا
قال: فرفع الرسول صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال: 
اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام (جمع أكمة وهي الرابية المرتفعة من الأرض) والظراب (جمع ظرب وهي صغار الجبال والتلال) ومنابت الشجر فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس - رواه البخاري ومسلم
5- حينما لحق سراقه بالرسول صلى الله عليه و سلم و أبي بكر لما جعل المشركون لمن يظفر بهما مائة ناقه فقال صلى الله عليه وسلم "اللهم اكفناه بما شئت" فساحت يدا فرسه في الأرض فقال سراقه ادعو الله لي وأرد عنكم الطلب فدعا له الرسول صلى الله عليه و سلم فأُطلِق و حدث ذلك ثلاث مرات .. ثم قال له النبي كيف بك يا سراقة و في يديك سواري كسرى .. فعاد يقول لمن يجد لقد كفيتكم ما هنا .. ثم أسلم سراقة بن مالك .. و توفي النبي صلى الله  عليه و سلم و في عهد عمر بن الخطاب فتح الله عليهم بلاد فارس .. فأخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه سواري كسرى و جعلهم في معصمي سراقة بن مالك .. و مضى في المدينة يقول صدق رسول الله.
6- دعا الرسول صلى الله عليه و سلم لسعد بن أبي وقاص فقال : "اللهم استجب لسعد إذا دعاك فكانت دعوته مستجابة .. وقيل لسعد متى أصبت الدعوة؟ قال يوم بدر حين قال صلى الله عليه وسلم "اللهم استجب لسعد" ومن هذا ما رواه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: شكا أهل الكوفة سعدًا بن أبي قاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعزله واستعمل عليهم عمارًا فشكوا سعدًا رضي الله عنه حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي! فقال: أما والله فإني كنت أصلي بهم صلاة الرسول صلى الله عليه و سلم لا أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق وأرسل معه رجالاً إلى الكوفة يسألون عنه أهل الكوفة فلم يدع مسجدًا إلا سأل عنه ويثنون معروفًا حتى دخل مسجدًا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة فقال: أما إذا نشدتنا فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية
قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن.
قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن وكان بعد ذلك إذا سُئل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد. رواه البخاري ومسلم.
  
7- ترك عمير بن وهب ابنه بعد بدر أسيراً لدى المسلمين فجلس مع صفوان بن أمية عند الكعبة وقال: لولا ديون علي وعيال أخشى عليهم الضياع لمضيت إلى محمد وقتلته فقال صفوان أنا اكفيك دينك وأضم عيالك إلى عيالي فحشا سيفه سماً وذهب إلى المدينة وأراد مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم فلما رأه عمر بن الخطاب أخذ بتلابيبه وطوق عنقه بحمالة سيفه وأدخله على الرسول صلى الله عليه و سلم فقالأستأخر عنه يا عمر" فتأخر عنه فقال له رسول الله: "ما الذي جاء بك يا عمير؟"قال : جئت أرجو فكاك هذا الأسير "يقصد ابنه"  .. قال رسول اللهفما بال السيف الذي في عنقك؟" ..  قال: قبحها الله من سيوف .. وهل أغنت عنا شيئا يوم بدر؟ .. قال رسول الله: "اصدقني ما الذي جاء بك يا عمير؟" قال: ما جئت إلا لذاك. قال رسول الله: بل قعدت أنت وصفوان بن أمية عند الحجر  فتذاكرتما أصحاب القليب من صرعى قريش ثم قلت: لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا .. فتحمّل لك صفوان بن أمية دينك وعيالك على أن تقتلني والله حائل بيني وبين ذلك.  فذهل عمير لحظة ثم قال: أشهد أنك رسول الله.                                                      
8- عن عثمان بن حنيف : أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أدع الله أن يعافيني فقال : "إن شئت أخّرت ذلك فهو أفضل لآخرتك وإن شئت دعوت لك" قال: لا بل أدع الله لي .. قال:- فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين  وأن يدعو بهذا الدعاء اللهم أني أسألك و أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة أن ترد علي بصري" وفعل الرجل فبرأ.                                                   
9- تلى الرسول صلى الله عليه و سلم سورة النجم "والنجم إذا هوى"  حتى وصل إلى "ثم دنى فتدلى" قال عتبة بن أبي لهب كفرت بالذي دنى فتدلى فقال الرسول صلى الله عليه و سلم  "اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" فخرج عتبة مع أصحابه في عير إلى الشام حتى إذا كانوا في طريقهم زأر أسد فجعلت فرائص عتبة ترتعد فقال أصحابه من أي شيء ترتعد فو الله ما نحن وأنت إلا سواء فقال : إن محمداً دعا علي و ما ترد له دعوة ولا أصدق منه لهجة  فوضعوا العشاء فلم يُدخل يده فيه وحاط القوم أنفسهم بمتاعهم وجعلوا عتبة وسطهم وناموا فجاء الأسد يشم رؤوسهم حتى انتهى إلى عتبة فهشمه فقال : وهو يموت ألم أقل لكم إن محمدا أصدق الناس لهجة.10- إن ضمرة بن ثعلبه البهزي قال يا رسول الله أدع الله لي بالشهادة فقال الرسول صلى الله عليه و سلم  "اللهم إني أحرم دم ابن ثعلبه على المشركين" فكان يحمل على المشركين حتى يخرق الصف ثم يعود.11- أن كسرى ملك فارس لما أرسل له الرسول صلى الله عليه و سلم  كتاباً يدعوه للإسلام مزق الكتاب فقال رسول الله: "مزق الله ملكه" فمزق الله ملكه في عهد عمر بن الخطاب وأزال الإمبراطورية الفارسية.12- لما دعا النبي صلى الله عليه و سلم قائلا "اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك"عمر بن الخطاب و عمرو بن هشام)" .. أسلم بعدها عمر بن الخطاب بدون أن يدعوه أحد إلى الإسلام .. و قد كان إسلامه عزا و فتحا للمسلمين .13- يقول عبد الله بن جعفر دخلت مع الرسول صلى الله عليه و سلم بستان لرجل من الأنصار فإذا جمل قد أتى فجرجر وذرفت عيناه فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فمسح عينيه فسكت ثم قال : "من صاحب الجمل؟" فجاء فتى من الأنصار قال: هو لي يا رسول صلى الله فقال: "أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله إنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه"14بعد غزوة خيبر أخذت امرأة يهودية هي زينب بنت الحارث شاة فذبحتها وصلتها وشوتها ثم سألت الناس أي عضو يحبه قالوا الذراع فأخذت سماً وحشت الذراع ثم قدمتها لرسول الله و لما و ضعها في فمه انطق الله ذراع الشاة فتكلم بصوت معروف قال: يا رسول الله إني مسموم فلفظ الرسول صلى الله عليه و سلم اللقمة .15- كان لأهل بيت من الأنصار جمل استصعب عليهم ومنعهم ظهره فأخبروا الرسول صلى الله عليه و سلم فمشى نحوه فقالوا: إنا نخاف عليك صولته "أصبح مفترس" فقال: "ليس علي منه بأس" فلما نظر إلى الرسول صلى الله عليه و سلم  اقبل نحوه وخر ساجداً فأخذ الرسول صلى الله عليه و سلم بناصيته حتى أدخله في العمل .16- يقول زيد بن أرقم كنت مع الرسول صلى الله عليه و سلم في بعض سكك المدينه فمررنا بخباء أعرابي فإذا ظبيه مربوطه فنطقت وقالت: يا رسول الله إن هذا الأعرابي صادني قبيلاً ولي رضيعان في البرّية وقد تعقد هذا اللبن في ضرعي فلا هذا الأعرابي يذبحني فأستريح ولايدعني فاذهب فقال لها رسول الله: "إن تركتك ترجعين" قالت : نعم  وإلا عذبني فأطلقها فلبثت ثم عادت فشدها الرسول صلى الله عليه و سلم إلى مكانها وقال للأعرابي : "اتبيعنيها؟" قال : هي لك فأطلقها الرسول صلى الله عليه و سلم قال زيد فأنا والله رأيتها تسيح في الأرض وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"

17يقول أبو هريرة رضي الله عنه جاء ذئب إلى راعي الغنم وكان يهودياً فأخذ منها شاة فلحقه الراعي حتى انتزعها منه فصعد الذئب على تل وتكلم بكلام معروف وقال : تأخذ مني رزق رزقنيه الله فقال الرجل: يا عجبا ذئب يكلمني كلام الإنس!! فقال الذئب: أعجب من ذلك رجل في النخلات (المدينة) يخبركم بما مضى و ما هو كائن بعدكم فاقبل على المدينة فزوى غنمه ثم جاء للنبي فأسلم واخبره الخبر.
18- اصطاد أعرابي ضباً وجعله في كمه ولما رأى جمع قال: ما هذا؟ قالوا: هذا الذي يزعم انه نبي  .. فشق الجماعة وأتى يقبّح ويسب الرسول صلى الله عليه و سلم ويهدده بالقتل فقال : لا آمنت بك حتى يؤمن بك هذا واخرج الضب من كمه فقال رسول الله: "يا ضب"  فأجابه الضب بلسان عربي مبين سمعه القوم قال : لبيك و سعديك فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم: "من تعبد ياضب؟"  قال: الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه و في الجنة رحمته و في النار عقابه قال :  "فمن أنا يا ضب؟" قال : رسول رب العالمين وخاتم النبيين وقد أفلح من صدقك وقد خاب من كذبك فقال الأعرابي : "أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله"19- كان الرسول صلى الله عليه و سلم إذا خطب يستند إلى جذع نخله فلما صنعوا له المنبر خطب فإذا بالجذع يئن ويبكي كبكاء الصبي الصغير بكاء سمعه أهل المسجد جميعاً حتى قيل أن الجذع كاد أن ينشق من البكاء فقطع الرسول صلى الله عليه و سلم خطبته ونزل من المنبر فأخذه وضمه إليه وهو يئن أنين الصبي حتى هدأ وسكن و روي أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : "بكت على ما كانت تسمع من الذكر"  .. قال: "لو لم أحتضنه لحنّ إلى يوم القيامة".
20- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقولالسلام عليك يا رسول الله.21انكسر سيف عكاشة بن محصن في يوم بدر ولم يجد سيفاً فجاء إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فأعطاه الرسول صلى الله عليه و سلم جذعا من حطب وهزه عكاشة فإذا هو سيف أبيض صارم ولم يزل عنده ذلك السيف يشهد به المشاهد مع النبي حتى توفي وهو معه شهيد .22- عن أبي ذر قال: كنت اتبع خلوات الرسول صلى الله عليه و سلم فرأيته يوماً جالساً وحده فأغتنمت خلوته فجلست إليه فجاء أبو بكر فسلم ثم جلس عن يمينه ثم جاء عمر فسلم وجلس عن يمين أبي بكر ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين عمر  وبين يدي الرسول صلى الله عليه و سلم حصيات فأخذهن في كفه فسبحن حتى سمعت لهن حنيناً كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن.23- جاء أعرابي إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وقال له بماذا أعرف أنك رسول الله فقال : "أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله؟" قال: نعم فدعا الرسول صلى الله عليه و سلم العذق فنزل العذق من النخلة حتى أتى الرسول صلى الله عليه و سلم ثم قال له: "إرجع" فرجع حتى عاد إلى مكانه فقال: أشهد أنك رسول الله وآمن.24- يقول خباب بن الأرت: "شكونا إلى الرسول صلى الله عليه و سلم و نحن بمكة فقلنا: ألا تدعو الله لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ فقال: "قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" .. فكان ذلك .25- بعد معجزة الإسراء والمعراج كذبه المشركون  وكانوا قد افتقدوا  عيراً لهم  فقال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعير لكم في مكان كذا وكذا وأنهم سينزلون بكذا وكذا ويأتونكم يوم كذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود و غرارتان سوداوان فلما كان ذلك اليوم أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه الرسول صلى الله عليه و سلم.26- أن الرسول صلى الله عليه و سلم نعى زيدًا و جعفرًا و بن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم في مؤتة فقال : "أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها بن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان .. حتى أخذها سيف من سيوف الله ففتح الله له" .. وقال صلى الله عليه وسلم: رأيتهم الآن عرضوا على أسرةٍ من ذهب دخلوا الجنة وعوض الله جعفر بن أبي طالب بجناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء .27- دعا الرسول صلى الله عليه و سلم لعبد الرحمن بن عوف فقال : "بارك الله لك" يقول عبد الرحمن بن عوف فلقد رأيتني لو رفعت حجراً لأصبت تحته ذهباً أو فضة . وفتحت له أبواب الرزق حتى انه لما توفي حُفر الذهب من تركته بالفئوس حتى جُرحت الأيدي مع أنه كان كثير الصدقات والعطاءات وقيل انه اعتق في يوم واحد ثلاثين عبداً وانه تصدق مره بنصف ماله .

28أراد الرسول صلى الله عليه و سلم أن يجهز جيشا  لفتح مكة فأخفى الأخبار وقال: "اللهم خذ بأسماع قريش وأبصارها" .. فأراد حاطب بن أبي بلتعة أن يتخذ يداً عند قريش لكي لا يؤذوا أبناءه وبناته وأمواله فكتب أن محمداً يريد قتالكم وجهز جيشا فاستعدوا ثم اخذ الخطاب و أعطاه لأمرأة من مكة جعلته في عقاصها (ضفائرها) و قال انطلقي فذهبت حتى أصبحت في مكان يقال له روضة خاخ فأنزل الله جبريل على الرسول صلى الله عليه و سلم فقالأدرك ظغينة حاطب بن أبي بلتعة فإنها في روضة خاخ معها كتاب لكفار قريش يخبرهم بك  فأمر رسول الله: عليا و الزبير فانطلقا بفرسين يتسابقان إلى خاخ فطوقاها وإذا بالمرأة فقالا: أخرجي الكتاب فحلفت انه ليس لديها كتاب فقال: علي بن أبي طالب والذي نفسي بيده ما كَذب محمد و لا كُذب والذي نفسي بيده لتُخرجن الكتاب أو لأجّردنك من الثياب فأخرجته فعادوا به إلى الرسول صلى الله عليه و سلم.فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض أمر الرسول صلى الله عليه و سلم فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: يا حاطب ما هذا؟
قال: 
يا رسول الله لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقًا في قريش يقول: كنت حليفًا ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهلهم وأموالهم فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن اتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي ولم أفعله ارتدادًا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: أما إنه قد صدقكم
فقال عمر: يا رسول الله! 
دعني أضرب عنق هذا المنافق
فقال: 
إنه شهد بدرًا وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدرًا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم  .. فأنزل الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ إلى قوله: "فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ" سورة الممتحنة، الآية 1.
29 - عن عروة قال: لما أمر الرسول صلى الله عليه و سلم حين حاصروا ثقيفًا بالطائف أن يقطع كل رجل من المسلمين خمس نخلات من دومهم فأتاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله! إنها عفاء لم تؤكل ثمارها فأمرهم أن يقطعوا ما أكلت ثمرته الأول فالأول قال: وأقبل عيينة بن حصن جاء إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال: ائذن لي أن أكلمهم يا رسول الله لعل الله يهديهم فأذن له الرسول صلى الله عليه و سلم فدخل عليهم الحصن فقال: بأبي أنتم تمسكوا بمكانكم والله لنحن أذل من العبيد وأقسم بالله لئن حدث به حدث لتملكن العرب عزًا ومنعة فتمسكوا بحصنكم وإياكم أن تعطوا بأيديكم ولا يتكاثرن عليكم قطع هذا الشجر ثم رجع عيينة إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم: ماذا قلت لهم يا عيينة؟
قال: 
قلت لهم وأمرتهم بالإسلام ودعوتهم إليه وحذرتهم من النار ودللتهم على الجنة
فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم: 
كذبت بل قلت لهم كذا وكذا فقص عليه حديثه فقال: صدقت يا رسول الله أتوب إلى الله عز وجل وإليك من ذلك
30- أن الرسول صلى الله عليه و سلم بعث خالدا بن الوليد بأربعمائة وعشرين فارسا إلى أكيدر دومة الجندل قال خالد كيف لي به وسط بلاده وأنا في عدد يسير فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: ستجده يصيد البقر فتأخذه فوصل إلى هناك واتخذ له موقعاً فسخر الله البقر فأخذت تحك بقرونها باب حصن أكيدر فقال أكيدر والله إني كنت اضمر لها الخيل إذا أردتها شهراً أو أكثر ثم ركب يريدها ومعه رجاله وخيل خالد لا يصهل منها فرس و لا يتحرك فلما خرج من الحصن أخذته خيل خالد فأسروه .31- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت رجلاً حديد البصر (أي نافذة) فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه غيري قال فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ فجعل لا يراه
قال يقول عمر: 
سأراه وأنا مستلق على فراشي ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر
فقال: إن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول: هذا مصرع فلان غدًا إن شاء الله
قال فقال عمر: 
فو الذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حد الرسول صلى الله عليه و سلم قال فجعلوا في بئر بعضهم على بعض فانطلق الرسول صلى الله عليه و سلم حتى انتهى إليهم فقال: يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقًا؟ فإني وجدت ما وعدني الله حقًا
قال عمر: يا رسول الله  كيف تكلم أجسادًا لا أرواح فيها؟
قال: 
ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئًا - رواه مسلم
32- أسر الرسول صلى الله عليه و سلم إلى فاطمة ابنته حديثاً فبكت ثم أسر إليها حديثاً فضحكت ولم تخبر بما أسرّ لها .. حتى قُبض صلى الله عليه وسلم .. فسألتها عائشة رضي الله عنها فأخبرتها أن الرسول صلى الله عليه و سلم .. أسرّ في الأولى بدنو اجله وفي الثانية بأنها أول أهل بيته لحاقاً به وأنها سيدة نساء هذه الأمة فكانت أول أهل بيته لحاقاً به .33- أن كسرى كتب إلى باذان أن يرسل بمن يأتي بالرجل محمد صلى الله عليه وسلم الذي في الحجاز أسيرا فلما أتى الرسولان اخبرهما الرسول صلى الله عليه و سلم بأن الله قتل كسرى وسلط عليه ابنه شيرويه في ليلة كذا من شهر كذا فكان كما قال صلى الله عليه وسلم .34عن عبد الله بن الحارث انه لما أسر نوفل بن الحارث ببدر قال له الرسول صلى الله عليه و سلم "افدي نفسك يا نوفل"  قال: ما عندي ما افتدي به  .. قال: "افد نفسك من مالك الذي بجدة"  قال: اشهد انك رسول الله و فدى نفسه به .35- يقول رجل اسمه قباث كنت مع المشركين يوم بدر ورأيت قلة أصحاب محمد في عيني وكثرة رجالنا وخيلنا وحين انهزمت مع المشركين قلت في نفسي ما رأيت مثل هذا الأمر فر منه إلا النساء فلما كان بعد الخندق وقع الإسلام في قلبي فجئت الرسول صلى الله عليه و سلم اسلم عليه فقال لي: "ياقباث أنت القائل يوم بدر ما رأيت مثل هذا الأمر فر منه إلا النساء"  فقلت: أشهد انك رسول الله و أن هذا الأمر ما هو إلا شيء حدثت به نفسي فلولا أنك نبي ما أطلعك الله عليه .36- حينما كان النبي متجهاً إلى الطائف صلى الله عليه وسلم  قال "إن هذا قبر أبي رِغال (الذي دل أبرهة الحبشي على طريق المسجد الحرام) وإن معه غصناً من ذهب  " فحفروه فوجدوه كما أخبر صلى الله عله وسلم.37- لما صعد الرسول صلى الله عليه و سلم و أبو بكر وعمر وعثمان جبل أحد رجف بهم الجبل فقال صلى الله عليه وسلم : "أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان" وفيه الإخبار بأن عمر وعثمان رضي الله عنهما شهيدين.38- أخبر صلى الله عليه وسلم بقدوم أويس القرني حين قال لعمر "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم  له والدة هو بها بار لو اقسم على الله لأبره‏‏ فان استطعت أن يستغفر لك فافعل"  فكان عمر بن الخطاب إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم أفيكم أويس بن عامر حتى وجده فطلب أن يستغفر له ففعل .39نعى صلى الله عليه وسلم النجاشي ملك الحبشة في اليوم الذي مات فيه فخرج بالصحابة وصفّ بهم للصلاة .40- أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم بظهور مسيلمة الكذاب وأنه سيُقتل فقال: "أما أن اليمامة سيخرج بها كذاب يتنبأ يُقتل بعدي"

41عن أم سلمة قالت: كان الرسول صلى الله عليه و سلم جالسا ذات يوم في بيتي فقال: "لا يدخل عليّ أحد" فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج الرسول صلى الله عليه و سلم فاطلعت فإذا الحسين في حجره والنبي يمسح جبينه وهو يبكي فقلت: والله ما علمت حين دخل   .. فقال الرسول صلى الله عليه و سلم"أن جبريل عليه السلام كان معنا: قال: أتحبه؟ فقلتأما في الدنيا فنعم قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء" فتناول جبريل من تربتها فأراها النبي صلى الله عليه وسلم فلما أحيط بالحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء فقال:صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء.42- أن ناقة الرسول صلى الله عليه و سلم ضلت فخرج أصحابه في طلبها فقال أحد المنافقين: أليس محمد يزعم أنه نبي ويخبركم بخبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال الرسول صلى الله عليه و سلم "إن رجلاً قال .. هذا محمد يخبركم أنه نبي ويزعم انه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله وقد دلني الله عليها وهي في هذا الوادي في شعب كذا وكذا قد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها" فجاءوا بها .43- قال الرسول صلى الله عليه و سلم في غزوة خيبر  "لأعطين الراية غدا رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" فلما أصبح الناس غدوا على الرسول صلى الله عليه و سلم‏‏ كلهم يرجو أن يعطها فقال  "أين ‏‏علي بن أبي طالب؟" ‏ ‏فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال‏‏: ‏"ائتوني به" فنفث في عينه فبرأ لتوه كأن لم يكن به شيء ولم يمرض بعينه بعدها قط  فأعطاه الراية فقال: يا رسول الله! أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير من أن يكون لك حمر النعم و فتح الله له خيبر. أخرجه البخاري ومسلم.
44- عن قتادة بن النعمان أن عينه أصيبت يوم بدر فسالت حدقته على وجنته فأرادوا أن يقطعوها فسألوا الرسول صلى الله عليه و سلم فقال "لا"  ثم دعاه فغمز حدقته براحته فكان لا يدري أي عينيه أصيبت .45- يقول البراء بن عازب كسرت ساقي فعصبتها بعمامة فأتيت الرسول صلى الله عليه و سلم فقال  "ابسط رجلك" فبسطت رجلي فمسحها فكأنما لم أشتكها قط.46- أتى رجل إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وفي رجله قرحه فاخذ الرسول صلى الله عليه و سلم من التراب ثم نفث فيه وقال "بريقة بعضنا وتربة أرضنا يشفى مريضنا بإذن ربنا"  قال و الله قمت و ما بي شيء.47- عن أم جميل أن ابنها محمد بن حاطب كان طفلاً وهي تطبخ على النار ولما غابت وقع القدر عليه فأحترق ذراعه فأخذت الطفل ودخلت على الرسول صلى الله عليه و سلم فنفث في ذراعه واخذ يدعو تقول فو الله ما خرجت من عنده وفي ذراع ابني أثر للحريق .48- عن ابن عباس إن امرأة جاءت بولدها إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فقالت: يا رسول الله إن به لمماً وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا فمسح الرسول صلى الله عليه و سلم  صدره ودعا له فتقيأ فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى .49- يقول حبيب بن فديك جئت أنا وأبي وأنا طفل صغير إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وعيناي مبيضة "أعمى" فقال أبي : يا رسول الله هذا ابني طفل عميت عيناه فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: بسم الله ونفث في عينه فأبصر وزاد على المائة سنة وما أتى في بصره شيئ يقولون والله إن كنا لننظر إليه وهو فوق الثمانين يدخل الإبرة في الثوب وهو يخيط.50- أتت إمرأة بولد لها صغير ابكم اخرس إنما يأكل ويشرب إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال للولد الصغير "من أنا؟" قال أنت رسول الله .. فنطق بعدها وأصبح خطيباً من خطباء العرب.51- يقول ابيض بن حماد اتيت الرسول صلى الله عليه و سلم و وجهي مجدّر بمرض الجدري فدعا وسمى ثم مسح وجهي فو الله ما رفع يده عن وجهي إلا و ما في وجهي بأس وصار وجهي ابيض جميلاً .. فسميت أبيض .
 
52- حلف أبو جهل باللات والعزى أنه لو رأى الرسول يصلي في المسجد أن يطأ على رقبته الشريفة وكلما اقترب من الرسول صلى الله عليه و سلم نكص على عقبيه ويتقي بيديه فقالوا : ما بك قال: ان بيني وبينه لخندقاً من نار و هولاً و أجنحة قال صلى الله عليه وسلم "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً "53- يقول أحد المهاجرين لنافع بن جبير شهدت أحدا  فإذا النبل يأتي من كل ناحية وإذا الرسول صلى الله عليه و سلم وسطها كل ذلك يصرف عنه .54-  قال سعد بن أبي وقاص رأيت الرسول صلى الله عليه و سلم يوم أحد و معه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض يقاتلان كأشد القتال ما رأيتهما قبل و لا بعد .55- يقول شيبة بن عثمان خرجت يوم حنين وكنت مع المسلمين أظهر إسلامي ما خرجت إلا لأقتل رسول الله!! (ليثأر لأبيه وعمه) فرفعت سيفي أريد قتله فلمع بارق بيني وبينه حتى كاد يأخذ بصري فوضعت يدي على بصري وتأخرت فقال رسول الله: أدنو مني فوضع يده على صدري وقال اللهم أعذه من الشيطان فو الله ما رفعها إلا صار أحب لي من سمعي وبصري وأهلي والناس أجمعين فأسلمت وحسن إسلامي .56- اتفق اربد بن قيس وعامر بن الطفيل على قتل الرسول صلى الله عليه و سلم فقال عامر : أنا اشغله بالحديث وأنت تضربه بالسيف ولما أراد أن يسل سيفه يبست يده على السيف .57- عن المعتمر بن سليمان عن أبيه: أن رجلاً من بني مخزوم قام إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وفي يده فهر (حجر يملأ الكف) ليرمي به الرسول صلى الله عليه و سلم فلما أتاه وهو ساجد رفع يده وفيها الفهر ليدمغ (أي ليرمي) به الرسول صلى الله عليه و سلم فيبست يده على الحجر فلم يستطع إرسال الفهر من يده فرجع إلى أصحابه فقالوا: أجبنت عن الرجل؟
قال: لم أفعل ولكن هذا في يدي لا أستطيع إرساله
فعجبوا من ذلك فوجدوا أصابعه قد يبست على الفهر فعالجوا أصابعه حتى خلصوها وقالوا هذا شئ يراد. أخرجه أبو نعيم.

58- عن جابر بن عبد الله رضي لله عنهما: لما حفر الخندق رأيت بالرسول صلى الله عليه و سلم خمصًا (الخمص: خلاء البطن من الطعام) فانكفأت (أي انقلبت ورجعت) إلى امرأتي فقلت لها: هل عندك شيء؟ فاني رأيت بالرسول صلى الله عليه و سلم خمصًا شديدًا فأخرجت لي جرابًا (أي وعاءا من جلد) فيه صاع من شعير ولنا ماعز صغير قال: فذبحتها وطحنت ففرغت إلي فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت إلي الرسول صلى الله عليه و سلم فقالت: لا تفضحني بالرسول صلى الله عليه و سلم و من معه قال: فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعًا من شعير كان عندنا فتعال أنت في نفر معك فصاح الرسول صلى الله عليه و سلم وقال: يا أهل الخندق! إن جابرًا قد صنع لكم سورًا (و هو الطعام الذي يدعى إليه) وقال: الرسول صلى الله عليه: لا تنزلن برمتكم من النار ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيئ فجئت وجاء الرسول صلى الله عليه و سلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت: بك وبك - أي ذمته ودعت عليه فقلت: قد فعلت الذي قلت لي  معناه أني أخبرت النبي بما عندنا فهو أعلم بالمصلحة فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها صلى الله عليه و سلم وبارك ثم عمد إلي برمتنا فبصق فيها وبارك ثم قال: ادعى خابزة فلتخبز معك واقدحي من برمتكم (أي اغرفي والمقدح المغرفة) ولا تنزلوها وهم ألف فأقسم بالله! لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا (أي شبعوا وانصرفوا) وان برمتنا لتغظ (أي تغلي ويسمع غليانها) كما هي وإن عجينتنا لتخبز كما هي (أي يعود إلي العجين) رواه البخاري ومسلم
59- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه و سلم بين يديه ركوة (إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء) فتوضأ فجهش الناس نحوه - و الجهش: أن يفزع الإنسان إلى الإنسان وهو مع ذلك يريد أن يبكي كالصبي يفزع إلى أمه
فقال: ما لكم؟
قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك فوضع يده في الركوة فجعل الماء يفور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا
قلت: كم كنتم؟
قال: لو كنا مئة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مئة - رواه البخاري و مسلم

60- يقول عبد الرحمن بن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى شاه وأمر بالكبد أن يشوى قال : و أيم الله ما من الثلاثين و المائة إلا وقد حزّ له الرسول صلى الله عليه و سلم حزة من الكبد وجعل منها في قصعتين فأكلنا أجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فجعلناها على البعير .61- يقول أبو هريرة اتيت الرسول صلى الله عليه و سلم يوماً بتمرات فقلت : أدع الله لي فيهن بالبركة قال فصفهن بين يديه ثم دعا فقال لي  "خذهن فاجعلهن في مزودك هذا فكلّما أردت أن تأخذ منه شيئاً أدخل يدك فيه وخذ ولا تنثره نثراً"  ففعلت و لقد حملت منه كذا وكذا وسقاً في سبيل الله فكنا نأكل منه ونُطعم وكان لا يفارق وسطي حتى كان يوم قتل عثمان انقطع فسقط .
62- عن جابر رضي الله عنه: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير فما زال الرجل يأكل منه وامرأته حتى كاله ففنى الشعير فأخبر الرسول صلى الله عليه و سلم فقال الرسول صلى الله عليه و سلم"لو لم تكله (توزنه) لأكلتم منه ولقام لكم (أي لاستمر دائمًا أبدًا وما انقطع خيره" - رواه مسلم
63- يقول العرباص كنا ثلاثة عند الرسول صلى الله عليه و سلم وأوتى بسبع تمرات في صحفة فأكلنا فأحصيت أربعاً وخمسين تمرة كلها أعدّها ونواها في يدي الأخرى وصاحباي يصنعان كما أصنع فأكل كل منهما أربعاً و خمسين تمرة ورفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هن ولما كان الغد أكلنا منها حتى شبعنا ونحن عشره ثم رفعنا أيدينا و أنهن كما هن سبع .64- عن أبي زيد الأنصاري أن الرسول صلى الله عليه و سلم مسح بيده الشريفة على رأسه ولحيته ثم قال : "اللهم جّمله وأدِم جماله" قال فبلغ بضعاً ومائة سنه و ما في رأسه ولحيته بياض إلا نبذ يسير و كان أجمل من الشباب و كان منبسط الوجه لم ينقبض وجهه حتى مات .65- أتى والد حنظلة بن خديم به إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وطلب من الرسول صلى الله عليه و سلم أن يدعو له فأخذ الرسول صلى الله عليه و سلم بيده ومسح رأسه وقال  "بارك الله فيك" فكان حنظلة يؤتى بالشاة الوارم ضرعها والبعير والإنسان به الورم فينفث في يده ويمسح ويقول : بسم الله على أثر يد الرسول صلى الله عليه و سلم فيمسحه فيذهب عنه ذلك.66- أن ثابت بن قيس اختلف مع زوجته فأقسمت بالله أنها لا ترضع طفله فذهب به إلى الرسول صلى الله عليه و سلم و أخبره بذلك فأخذه الرسول صلى الله عليه و سلم فبزق في فمه وقال إن الله سوف يسهل له من يرضعه فإذا بأعرابية وصلت إلى المدينة وقالت أين محمد بن ثابت بن قيس بن شماس وتقول أنها رأت في المنام قائل يقول أذهبي إلى المدينة فأرضعي محمداً بن ثابت بن قيس بن شماس.67كان أبو محذورة غلاما كافرا مع فتيان يستهزءون بصوت أذان المسلمين فأمر الرسول صلى الله عليه و سلم أصحابه أن يأتوا بهم فمسح رأسه وبعض جسده وقال له  "بارك الله فيك"  فأسلم وأصبح مؤذن على مكة .68- عن أنس بن مالك قال فزع الناس فركب الرسول صلى الله عليه و سلم فرسا لأبي طلحة بطيئاً ثم خرج يركض وحده فركب الناس يركضون خلف الرسول صلى الله عليه و سلم قال: فو الله ما سُبق الفرس بعد ذلك اليوم .
69- لما كذبه أهل مكة في حادثة الإسراء والمعراج .. طلبوا منه أن يصف لهم بيت المقدس .. فطوى الله له الأرض حتى كان يصفه و هو يراه .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لما كذبني قريش قمت في الحجر (حجر إسماعيل) فجلَّى الله لي بيت المقدس
(كشف الحجب بيني وبينه) فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه
. رواه البخاري
70- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: رأيت الرسول صلى الله عليه و سلم و حانت صلاة العصر فالتمس الوضوء فلم يجدوه فأتي الرسول صلى الله عليه و سلم بوضوء فوضع الرسول يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضأوا منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضأوا عن آخرهم. رواه البخاري ومسلم 

71- عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه كان يقول: و الله الذي لا اله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية في كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال : يا أبا هر
قلت: لبيك يا الرسول صلى الله عليه و سلم
قال: الحق
ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن له فوجد لبناً في قدح فقال: من أين هذا اللبن؟
قالوا: أهداه لك فلان
قال: يا أبا هر
قلت: لبيك يا الرسول صلى الله عليه و سلم
قال: الحق إلي أهل الصفة فادعهم لي
قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها و أشركهم فيها فساءني ذلك
فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه و سلم بد فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت
قال: يا أبا هر
قلت: لبيك يا رسول الله
قال: خذ فأعطهم
فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد روي القوم كلهم, فأخذ القدح فوضعه على يده, فنظر إلي فتبسم فقال: يا أبا هر
قلت: لبيك يا الرسول صلى الله عليه و سلم
قال: بقيت أنا وأنت
قلت: صدقت يا رسول الله
قال: اقعد فاشرب فقعدت فشربت
فقال: اشرب فشربت فما زال يقول: اشرب  حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً
قال: فأرني  فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة. رواه البخاري

72- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت الرسول صلى الله عليه و سلم ضعيفًا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟
قالت: نعم
فأخرجت أقراصًا من شعير ثم أخرجت خمارًا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دستني تحت يدي ولاثتني ببعضه (أي لفتني به) ثم أرسلتني إلى الرسول صلى الله عليه و سلم قال: فذهبت به فوجدت الرسول صلى الله عليه في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال لي الرسول صلى الله عليه و سلم: أرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم قال: بطعام؟ قلت: نعم فقال الرسول صلى الله عليه و سلم لمن معه: قوموا فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء الرسول صلى الله عليه و سلم والناس و ليس عندنا ما نطعمهم فقلت: الله و رسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي الرسول صلى الله عليه و سلم فأقبل الرسول صلى الله عليه و سلم و أبو طلحة معه فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: هلم يا أم سليم: ما عندك؟ فاتت بذلك الخبز فأمر به الرسول صلى الله عليه و سلم ففتّ وعصرت أم سليم عكة فآدمته ثم قال الرسول صلى الله عليه و سلم فيه ما شاء الله أن يقول ثم قال: ائذن لعشرة 
فما زال يدخل عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع ثم هيأها فإذا هي مثلها حين أكلوا منها. أخرجه البخاري و مسلم

73- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما الرسول صلى الله عليه و سلم يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور (أي ناقة) بالأمس فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا (هو اللفافة التي يكون فيها الولد في بطن الناقة وسائر الحيوان وهي من الآدمية المشيمة) جزور بني فلان فيأخذه فيضل في كتفي محمد إذا سجد؟ فانبعث أشقى القوم (وهو عقبة بن أبي معيط) فأخذه فلما سجد النبي صلى الله عليه و سلم وضعه بين كتفيه قال: فاستضحكوا (أي حملوا أنفسهم على الضحك والسخرية) وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر لو كانت لي منعة (أي لو كان لي قوة تمنع أذاهم أو كان لي عشيرة بمكة تمنعني) طرحته عن ظهر الرسول صلى الله عليه و سلم والنبي صلى الله عليه و سلم ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهي جويرية (تصغير جارية بمعنى شابة أي أنها إذ ذاك ليست بكبيرة) فطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثًا وإذا سأل سأل ثلاثًا ثم قال: اللهم عليك بقريش (ثلاث مرات) فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم قال: اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وذكر السابع فلم أحفظه فو الذي بعث محمدًا صلى الله عليه و سلم بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب (القليب هي البئر التي لم تطو وإنما وضعوا في القليب تحقيرًا لهم ولئلا يتأذى الناس برائحتهم) قليب بدر - رواه مسلم

74- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يومًا فأسمعتني في الرسول صلى الله عليه و سلم ما أكره فأتيت الرسول صلى الله عليه و سلم وأنا أبكي قلت: يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي فدعونها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: اللهم اهد أم أبي هريرة فخرجت مستبشرًا بدعوة نبي الله صلى الله عليه و سلم فلما جئت فصرت إلى الباب فإذا هو مجاف (أي مغلق) فسمعت أمي  صوت قدمي فقال: مكانك يا أبا هريرة وسمعت خضخضة الماء (أي صوت تحريكه)
قال: فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها ففتحت الباب ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قال: فرجعت إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح قال قلت: يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال خيرًا
قال قلت: يا رسول الله ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين ويحببهم إلينا
قال: فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: اللهم حبب عبيدك هذا يعني أبا هريرة وأمه إلى عبادك المؤمنين وحبب إليهم المؤمنين فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني - رواه مسلم

75- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرًا قال: فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد فقال أمية لسعد: ألا انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت؟ فبينما سعد يطوف إذا أبو جهل فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟
فقال سعد: أنا سعد
فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنًا وقد آويتم محمدًا وأصحابه؟
فقال: نعم فتلاحيا بينهما  أي وتنازعا
فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي
ثم قال سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام
قال فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك وجعل يمسكه
فغضب سعد فقال: دعنا عنك فإني سمعت محمدّا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك
قال: إياي؟
قال: نعم
قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث فرجع إلى امرأته فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟
قال: وما قال؟
قال: زعم أنه سمع محمدًا يزعم أنه قاتلي
قالت: فو الله ما يكذب محمد
قال: فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي فسر يومًا أو يومين فسار معهم يومين فقتله الله - رواه البخاري 

76- عن أم ورقة بن نوفل أن النبي صلى الله عليه و سلم لما غزا بدرًا قالت: قلت له: يا رسول الله ائذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم لعل الله يرزقني الشهادة
قال: قري في بيتك فإن الله تعالى يرزقك الشهادة
قال: فكانت تسمى الشهيدة
قال: وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبي صلى الله عليه و سلم أن تتخذ في دارها مؤذنًا فأذن لها
قال: وكانت  علقت عتقهما على موتها وهو أن يقول السيد لعبده: أنت حر بعد موتي فقاما إليها بالليل فغماها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا فأصبح عمر فقام في الناس فقال: من كان عنده من هذين علم أو من رآهما فليجيء بهما فأمر بهما فصلبا فكانا أول مصلوب بالمدينة - رواه أبو داود والإمام أحمد في مسنده
77- عن ثوبان رضي الله عنه قال: كنت قائمًا عند الرسول صلى الله عليه و سلم فجاء حبر من أحبار اليهود - أي عالم من علمائهم
فقال: السلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال: لم تدفعني؟
فقلت: ألا تقول يا رسول الله
فقال اليهودي: إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: إن اسمي محمد الذي سماني به أهلي
فقال اليهودي: جئت أسألك
فقال له الرسول صلى الله عليه و سلم: أينفعك شيء إن حدثتك؟
قال: أسمع بأذني .. فنكت الرسول صلى الله عليه و سلم بعود معه (أي خط بالعود في الأرض) فقال: سل
قال : أردت أن أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان
قال : جئت أسألك عن الولد قال ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة ذكر بإذن الله وإذا علا مني المرأة مني الرجل انثى بإذن الله تعالى
فقال : اليهودي لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف
فذهب فقال الرسول صلى الله عليه و سلم لقد سألني عن الذي سألني عنه ومالي علم بشيء منه حتى أتاني الله عز وجل به -  صحيح مسلم 

و بعد أربعة عشر قرنا من الزمان يثبت العلم الحديث صحة حديث النبي فبالنسبة لماء الرجل وماء المرأة .. فإنه من المعروف علميا أن:  كل خلية من خلايا جسد الإنسان يحتوي على 23 زوج (46) من الكروموزومات. الرجل خلاياه تحتوي عى 44 كروموزوم & كروموزومين جنسيين على شكل  X Y
المرأة خلاياها تحتوي عى 44 كروموزوم & كروموزومين جنسيين على شكل X X
عند انتاج الحيوانات المنوية عند الرجل يكون هناك نوعين من الحيوانات المنوية .. حيوانات منوية حاملة 22 كروموزوم & كروموزوم جنسي على شكل Y و حيوانات منوية أخرى حاملة 22 كروموزوم & كروموزوم جنسي على شكل 

عند انتاج البويضات عند المرأة تكون البويضة حاملة 22 كروموزوم & كروموزوم جنسي على شكل 

 - 
النطفة الأمشاج هي نتيجة تلقيح الحيوان المنوي لبويضة المرأة.
إذا لقح البويضة حيوان منوي ذكر""Y  فإن الجنين يكون ذكراً "" XY  أما إذا لقح البويضة حيوان منوي " " X فإن الجنين سيكون أنثى بإذن الله "XX "

ومن إعجاز الحديث النبوي أن ماء الرجل قلوي وماء المرأة حمضي .. فإذا التقى الماءان وغلب ماء المرأة الحمضي ماء الرجل القلوي وكان الوسط حامضيا تضعف حركة الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الذكورة "Y" في تلقيح البويضة وتنشط الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الإنوثة ""X   فيكون المولود أنثى "  "XX أما إذا التقى الماءان وغلب ماء الرجل القلوي ماء المرأة وكان الوسط قلويا تضعف حركة الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الانوثة " "X  في تلقيح البويضة وتنشط الحيوانات المنوية التي تحمل خصائص الذكورة " "Y  فيكون المولود ذكر ""XY

في مسند أحمد من حديث ابن عباس وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم للجماعة من اليهود حين جاؤوه: "فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ وأن ماء المرأة أصفر رقيق فأيهما علا كان الولد والشبه بإذن الله إن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكراً بإذن الله وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله قالوا: نعم"

 وفي صحيح مسلم من حديث ثوبان وفيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة ذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثى بإذن الله"
78- عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال: كانت ليلة مطيرة فلما خرج الرسول صلى الله عليه و سلم لصلاة العشاء برقت برقة فرأى الرسول صلى الله عليه و سلم قتادة بن النعمان فقال: يا قتادة إذا صليت فاثبت حتى آمرك فلما انصرف من صلاته أتاه فأعطاه عرجونًا (عود عذق النخلة) فقال: خذ هذا يُضاء لك أمامك عشرًا وخلفك عشرًا فأضاء له.
 
79- عن عليّ رضي الله عنه قال: انطلق بي الرسول صلى الله عليه و سلم حتى أتى الكعبة فقال: اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد الرسول صلى الله عليه و سلم لمنكبي ثم قال: انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال لي: اجلس ثم قال لي: يا عليّ اجلس على منكبي ففعلت ثم نهض بي فلما نهض بي خيل إلي أني لو شئت نلت أفق السماء فصعدت فوق الكعبة فقال لي: الق صنمهم الأكبر صنم قريش وكان من نحاس موتدًا بأوتاد من حديد إلى الأرض فقال لي الرسول صلى الله عليه و سلم: عالجه ويقول لي: إيه إيه جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا. فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقذفته فتكسر. أخرجه الحاكم.
80- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنا مع الرسول صلى الله عليه و سلم في سفر فأقبل أعرابي فلما دنا منه قال له الرسول صلى الله عليه و سلم: أين تريد؟
قال: إلى أهلي
قال: هل لك في خير؟
قال: وما هو؟
قال: 
تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله
قال: ومن يشهد على ما تقول؟
قال: هذه السلمة (شجرة من أشجار البادية) .. فدعاها الرسول صلى الله عليه و سلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد (تشق) الأرض خدًا حتى قامت بين يديه فأشهدها ثلاثًا فشهدت ثلاثًا أنه كما قال ثم رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن اتبعوني آتك بهم وإلا رجعت فكنت معك رواه الطبراني في الكبير
81- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفًا كنا مع الرسول صلى الله عليه و سلم في سفر فقال الماء فقال: اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ثم قال: حي على الطهور المبارك والبركة من الله فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى الله عليه و سلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. البخاري
82- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء (أي ملأت الدماء رأسه) من ضربة بعض أهل مكة فقال له: ما لك؟
قال: فعل بي هؤلاء وفعلوا
فقال له جبريل: أتحب أن أريك آية؟
فقال: نعم
قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: ادع تلك الشجرة فدعاها
قال: فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه
فقال: 
مرها فلترجع فأمرها فرجعت إلى مكانها
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: حسبي (أي يكفيني اطمئنانًا) . أخرجه أحمد
83- عن ابن عباس أن فضالة بن عمير بن الملوح أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال الرسول صلى الله عليه و سلم: أفضالة؟
قال: نعم فضالة يا رسول الله
قال: 
ماذا كنت تحدث به نفسك؟
قال: لا شيء كنت أذكر الله
قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: 
استغفر الله ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه
فكان فضالة يقول: 
والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إلي منه.
أخرجه ابن هشام في السيرة 
84- عن صهيب قال: قال الرسول صلى الله عليه و سلم: أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرة فإما أن تكون دار هجر وإما أن تكون يثرب. قال: وخرج الرسول صلى الله عليه و سلم إلى المدينة ومعه أبو بكر رضي الله عنه وكنت قد هممت بالخروج معه فصدني فتيان من قريش فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد فقالوا: قد شغله الله عنكم ببطنه ولم أكن شاكيًا فناموا فخرجت فلحقني منهم ناس بعدما سرت بريدًا (البريد: ثلاثة فراسخ) ليردوني فقلت لهم: هل لكم أن أعطيكم أواقي من ذهب وتخلوا سبيلي وتوثقون لي الله؟ ففعلوا فسقتهم إلى مكة
فقلت: احفروا تحت أسكفة الباب فإن تحتها الأواقي واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلتين وخرجت حتى قدمت على الرسول صلى الله عليه و سلم قباء قبل أن يتحول منها فلما رآني قال: 
يا أبا يحيى ربح البيع ثلاثًا فقلت: يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل عليه السلام 
85- عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد قرأ البقرة وآل عمران وكان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران عز فينا يعني عظم فكان الرسول صلى الله عليه و سلم يملي عليه غفورًا رحيمًا فيكتب عليمًا حكيمًا فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كذا وكذا فيقول: أكتب كيف شئت ويملي عليه: عليمًا حكيمًا فيكتب سميعًا بصيرًا فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب كذا وكذا فيقول: أكتب كيف شئت
قال: فارتد ذلك الرجل عن الإسلام فلحق بالمشركين وقال: أنا أعلمكم بمحمد وإني كنت لا أكتب إلا ما شئت فمات ذلك الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الأرض لا تقبله قال أنٍس: فحدثني أبو طلحة أنه أتى الأرض التي مات فيها ذلك الرجل فوجده منبوذًا فقال أبو
طلحة: ما شأن هذا الرجل؟ قالوا: قد دفناه مرارًا فلم تقبله الأرض .. جزاءا لكذبه على النبي. أخرجه أحمد و البخاري
86- عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: غزونا مع الرسول صلى الله عليه و سلم حنينًا فولى صحابة النبي صلى الله عليه و سلم فلما غشوا الرسول صلى الله عليه و سلم (أي أتوه من كل جانب) نزل عن البغلة ثم قبض قبضة من تراب الأرض ثم استقبل به وجوههم فقال: شاهت الوجوه (أي قبحت) فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة فولوا مدبرين فهزمهم الله عز وجل وقسم الرسول صلى الله عليه و سلم غنائمهم بين المسلمين - رواه مسلم

87- قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: لما نزلت "
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ" جاءت أم جميل ولها ولولة وفي يدها فهر وهي تقول: مذممًا أبينا ودينه قلينا وأمره عصينا والرسول صلى الله عليه و سلم جالس وأبو بكر إلى جنبه فقال أبو بكر رضي الله عنه: لقد أقبلت هذه وأنا أخاف أن تراك فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: إنها لن تراني وقرأ قرآنًا اعتصم به منها: "وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً".  قال: فجاءت حتى قامت على أبي بكر فلم تر النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا أبا بكر بلغني أن صاحبك هجاني فقال أبو بكر: لا ورب هذا البيت ما هجاك "أي أنه حكى ما قاله ربه وما كان هذا كلامه وإنما كلام ربه تعالى فلم يكن بنفسه هاجيًا لها" قال: فانصرفت وهي تقول: لقد علمت قريش أني بنت سيدها.
88- عن جابر رضي الله عنه أن رجلاً من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه: أقتل لكم محمدًا فقالوا: كيف تقتل؟ قال: أفتك به  .. فأقبل إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وهو جالس وسيفه في حجره فقال: يا محمد أنظر إلى سيفك هذا؟
قال: نعم فأخذه واستله وجعل يهزه ويهم فيكبته الله (أي فيخذله الله)
فقال: يا محمد أنظر إلى سيفك هذا؟
قال: نعم فأخذه واستله وجعل يهزه ويهم فيكبته الله
فقال: يا محمد أما تخافني؟
قال: لا وما أخاف منك
قال: ألا تخافني وفي يدي السيف؟
قال : لا يمنعني الله منك  .. ثم أغمد السيف ورده إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فأنزل الله عز وجل: "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ".
89- عن عروة بن الزبير قال: كان النضر بن الحارث ممن يؤذي الرسول صلى الله عليه و سلم ويتعرض له فخرج الرسول صلى الله عليه و سلم يومًا يريد حاجته في نصف النهار في حر شديد فبلغ أسفل من ثنية الحجون وكان يبعد إذا ذهب لحاجته فرآه النضر بن الحارث فقال: لا أجده أبدًا أخلى منه الساعة فأغتاله قال: فدنا إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ثم انصرف راجعًا مرعوبًا إلى منزله فلقيه أبو جهل فقال: من أين الآن؟
فقال النضر: 
اتبعت محمدًا رجاء أن أغتاله وهو وحده ليس معه أحد فإذا أُسود تضرب بأنيابها على رأسه فاتحة أفواهها فهالتني فذعرت منها ووليت راجعًا
فقال أبو جهل: هذا بعض سحره. أخرجه أبو نعيم.
90- قال شيبة بن عثمان: لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم حنينًا تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة فقلت: اليوم أدرك ثأري في محمد فجئت من خلفه فدنوت منه ودنوت حتى لم يبق إلا أن أسوره بالسيف رُفع لي شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يحبسني فنكصت القهقرى فالتفت إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا شيبة! قال: فوضع الرسول صلى الله عليه و سلم يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي فرفعت إليه بصري وهو أحب إلي من سمعي وبصري ومن كذا.
91- عن أبي معبد الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليلة هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن أريقط ثم مر الرسول صلى الله عليه و سلم في مسيره ذلك حتى مر بخيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة تطعم وتسقي من مر بها فسألاها: هل عندك شيء؟
فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القِرى. والشاء عازب(بعيدة المرعى) وكانت سنة شهباء فنظر الرسول صلى الله عليه و سلم إلى شاة في كِسْر الخيمة(جانبها) فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟
قالت: شاة خلفها الجهد عن الغنم
فقال: هل بها من لبن؟
قالت: هي أجهد من ذلك
فقال: أتأذنين لي أن أحلبها؟
قالت: نعم بأبي وأمي إن رأيت بها حلبًا فاحلبها فمسح الرسول صلى الله عليه و سلم بيده ضرعها وسمَّى الله ودعا فتفاجت (فرجت ما بين رجليها) عليه ودرَّت فدعا بإناء لها يُربض الرهط (يرويهم ويثقلهم ويمتدوا على الأرض) فحلب فيه حتى علته الرغوة فسقاها فشربت حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا ثم شرب وحلب فيه ثانيًا حتى ملأ الإناء ثم غادره عندها فارتحلوا فما لبث أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزًا عجافًا (هزالاً)  يتمايلن من شدة ضعفهنً لا قوة فيهن فلما رأى اللبن عجب فقال: من أين لك هذا؟ والشاة عازب ولا حلوبة في البيت؟
فقالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت ومن حاله كذا وكذا.
قال: والله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلبه صفيه لي يا أم معبد.
قالت: ظاهر الوضاءة أبلج الوجه (مشرقه) حسن الخَلْق لم تعبه ثجلة (ضخامة البطن) ولم تزر به صُعلة (صغر الرأس) وسيم (حسن) قسيم (جميل) في عينيه دَعَج (سواد العين) وفي أشفاره وطف (في شعر أجفانه طول) وفي صوته صحل وفي عنقه سطع أحور أكحل أزج أقرن شديد سواد الشعر إذا صمت علاه الوقار وإن تكلم علاه البهاء أجمل الناس وأبهاهم من بعيد وأحسنهم وأحلاهم من قريب حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة لا تقحمه عين من قِصر ولا تشنؤه من طول غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرًا وأحسنهم قدرًا له رفقاء يحفون به إذا قال استمعوا لقوله وإذا أمر تبادروا إلى أمره محفود (الذي يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون في طاعته) محشود (هو الذي يجتمع إليه الناس) لا عابس ولا مُفْنِد (الذي يكثر لومه) فقال أبو معبد: والله هذا صاحب قريش الذي ذكروا من أمره ما ذكروا لقد هممت أن أصحبه و لأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً. أخرجه الحاكم
92- جدت قريش في طلب الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، واخذوا معهم متبعو الأثر حتى انتهوا إلى باب الغار فوقفوا عليه قال أبو بكر: يا رسول الله لو أن
أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا فقال صلى الله عليه وسلم: 
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما لا تحزن فإن الله معنا. صحيح: رواه البخاري ومسلم.
93- عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه حضر رمضان ونحن في أهل الصفة فصمنا فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجل من أهل البيعة فانطلق به فعشَّاه فأتت علينا لم يأتنا أحد وأصبحنا صيامًا وأتت علينا القابلة فلم يأتنا أحد فانطلقنا إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فأخبرناه بالذي كان من أمرنا فأرسل إلى كل امرأة من نسائه يسألها هل عندها شيء؟ فما بقيت منهن امرأة إلا أرسلت تقسم: ما أمسى في بيتها ما يأكل ذو كبد فقال لهم الرسول صلى الله عليه و سلم: فاجتمعوا فدعا وقال: اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنها بيدك لا يملكها أحد غيرك. فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن فإذا بشاة مصلية ورغف فأمر بها الرسول صلى الله عليه و سلم فوضعت بين أيدينا فأكلنا حتى شبعنا فقال لنا الرسول صلى الله عليه و سلم: إنا سألنا الله من فضله ورحمته فهذا فضله وقد ادخر لنا عنده رحمته.  أخرجه البيهقي في الدلائل.    
94- يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: جاءت أم سليم وهي أم أنس رضي الله عنهما إلى الرسول صلى الله عليه و سلم وقد أزرتني بخمارها وردَّتني ببعضه فقالت: يا رسول الله هذا أُنيس أتيتك به يخدمك فادع الله له قال: اللهم أكثر ماله وولده وأطِل عمره واغفر له.  قال أنس: فو الله إن مالي لكثير وإن ولدي وولد ولدي يتعادون على نحو المائة. قال: و قد دفن من صلبي إلى مقدم الحجاج: تسعة وعشرين ومائة. و كان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين وكان فيها ريحان يجيء منها ريح المسك. وفي رواية قال: دفنت من صلبي مائة واثنتين وإن ثمرتي لتحمل في السنة مرتين ولقد بقيت حتى سئمت الحياة وأرجو الرابعة. أخرجه الترمذي  
95- عن البراء رضي الله عنه أن عبد الله بن عتيك لما قتل أبا رافع ونزل من درجة بيته سقط إلى الأرض فانكسر ساقه
قال: فحدثت النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: ابسط رجلك
فبسطتها فمسحها فكأنما لم أشكها قط. أخرجه البخاري.
96- عن أم جندب قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم اتبعته امرأة من خثعم ومعها صبي لها به بلاء فقالت: يا رسول الله إن صبيي هذا وبقية أهلي به بلاء لا يتكلم
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: ائتوني بشيء من الماء فأُتي بماء فغسل يديه ثم مضمض فاه ثم أعطاها فقال: اسقيه منه وصبي عليه منه واستشفي الله له
قال: فلقيت المرأة من الحول فسألتها عن الغلام
فقالت: برأ وعقل عقلاً ليس كعقول الناس. أخرجه أبو نعيم.
97- عن جابر رضي الله عنه أن أباه استشهد يوم أحد وترك ست بنات وترك عليه دينًا ثلاثين وسقًا (تساوي 31 إردبًا) فاشتد الغرماء في حقوقهم فلما حضره جداد النخل أتيت الرسول صلى الله عليه و سلم فقلت: يا رسول الله قد علمت أن والدي استشهد يوم أحد وترك عليه دينًا كثيرًا وإني أحب أن يراك الغرماء.
قال: اذهب فقسم التمر كل تمر على حدة ففعلت ثم دعوته فغدا علينا حين أصبح فلما نظروا إليه أغروا بي تلك الساعة فلما رأى ما يصنعون أطاف حول أعظمها بيدرًا ثلاثًا ودعا في ثمرها بالبركة ثم جلس عليه ثم قال: ادع أصحابك فما زال يكيل لهم حتى أدى الله أمانة والدي وأنا والله راضٍ أن يؤدي الله أمانة والدي ولا أرجع إلى أخواتي بتمرة فسلمت والله البيادر كلها حتى أني أنظر إلى البيدر الذي عليه الرسول صلى الله عليه و سلم كأنه لم ينقص تمرة واحدة فوافيت مع الرسول صلى الله عليه و سلم فذكرت ذلك له فضحك فقال: ائت أبا بكر وعمر فأخبرهما فقالا: لقد علمنا إذ صنع الرسول صلى الله عليه و سلم ما صنع أن ذلك سيكون. أخرجه البخاري
98- عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كنا مع الرسول صلى الله عليه و سلم في سفر فأتينا بئرا قليلة الماء‏.‏ قال : فنزل فيها ستة أناس أنا سادسهم يقدحون الماء فأدليت لنا دلوا قال: و الرسول صلى الله عليه و سلم على شفتي البئر فجعلنا فيها نصفها  فرفعت إلى الرسول صلى الله عليه و سلم قال البراء: فكدت بإنائي هل أجد شيئاً أجعله في حلقي؟ فما وجدت فرفعت الدلو إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فغمس يده فيها فقال‏ ما شاء الله أن يقول وأعيدت لنا الدلو بما فيها قال: فقد رأيت أحدنا أخرج بثوب خشية الغرق قال : ثم ساحت يعني جرت نهراً.
رواه أحمد
99- جاء سلمان الفارسي إلى الرسول صلى الله عليه و سلم حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي الرسول صلى الله عليه و سلم فقال: يا سلمان ما هذا؟
فقال: صدقة عليك وعلى أصحابك
فقال: ارفعها فإنا لا نأكل الصدقة
قال: فرفعها فجاء الغد بمثله فوضعه بين يدي الرسول صلى الله عليه و سلم
فقال: ما هذا يا سلمان؟
فقال: هدية لك
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم لأصحابه: ابسطوا (يعني ابسطوا أيديكم وكلوا)
ثم نظر إلى الخاتم على ظهر الرسول صلى الله عليه و سلم فآمن به وكان لليهود فاشتراه الرسول صلى الله عليه و سلم بكذا وكذا درهمًا على أن يغرس نخلاً فيعمل سلمان فيه حتى تُطعِم فغرس الرسول صلى الله عليه و سلم النخيل إلا نخلة واحدة غرسها عمر فحملت النخل من عامها ولم تحمل النخلة التي زرعها عمر
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: ما شأن هذه النخلة؟
فقال عمر: يا رسول الله أنا غرستها
فنزعها الرسول صلى الله عليه و سلم فغرسها فحملت من عامها. أخرجه أحمد
100- لما أسلم  سلمان الفارسي رضي الله عنه و أراد أن يكون حراً كاتب مولاه اليهودي على أربعين نخلة و على أربعين أوقية من الذهب فقال النبي صلى الله عليه و سلم: أعينوا أخاكم فأعانوني بخمس و العشر حتى اجتمع لي فقال لي: "أحفر لها موضعاً تغرس فيه و لا تضع منها شيئاً حتى أضعه بيدي" ففعلت فأعانني أصحابي حتى فرغت فأتيته فكنت آتيه بالنخلة فيضعها و يسوي عليها تراباً فانصرف و الذي بعثه بالحق فما ماتت منها واحدة و أنتجت كلها في عام واحد و بقي الذهب فبينما هو قاعد إذ أتاه رجل من أصحابه بمثل البيضة من الذهب أصابه من بعض المعادن
فقال: ادع سليمان المسكين الفارسي المكاتب فقال أدِ هذه
فقلت: يا رسول الله و أين تقع هذه مما علي
قال سلمان: 
أدت عني أعانني الرسول صلى الله عليه و سلم ببيضة من ذهب فلو وزنت بأحد لكانت أثقل منه.  أخرجه أحمد 

تعقيب

- إن مما تكلمنا عنه هنا من معجزات الرسول صلى الله عليه و سلم ودلائل نبوته ما اطلع عليه من الغيوب الماضية والمستقبلية وإخباره عنها ومن المعلوم و المقرر أن علم الغيب مختص بالله تعالى وحده وقد أضافه الله تعالى إلى نفسه الكريمة في غير ما آية من كتابه العزيز
قال تعالى "
قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" النمل 65 وقال تعالى "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ" الأنعام 59
و من المعلوم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يعلمون الغيب ولا اطلاع لهم على شيء منه قال الله تعالى مخبرًا عن غير واحد من رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام أنهم قالوا لأقوامهم : "قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ" الأنعام 50
لقد جاءت الأدلة تدل على أن الله تبارك وتعالى قد اختص بمعرفة علم الغيب وأنه استأثر به دون خلقه جاءت أدلة أخرى تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم قال تعالى : "وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ" آل عمران 179 وقال تعالى: "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً. إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ" الجن 26 - 27  فنخلص من ذلك أن ما وقع على لسان الرسول صلى الله عليه و سلم من الإخبار بالمغيبات فبوحي من الله تعالى وهو من إعلام الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم للدلالة على ثبوت نبوته وصحة رسالته وقد اشتهر وانتشر أمره صلى الله عليه وسلم بإطلاع الله له على المغيبات.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقالاتي

للتواصل الفوري مع عالم الشهرة

المتابعون

Powered By Blogger